مقال عن الصدق وحسن الخلق

مقال عن الصدق وحسن الخلق، يعتبر الصدق هو أقصر الطرق للوصول إلى طريق السلامة، فلقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم هو مثالنا الحي في حياتنا، فكان هو الشخص الذي لم يقوم بأي فعل خاطئ كالكذب، النميمة، الأمانة، وغيرهم من الأفعال السيئة التي فرضت على فاعلها بأنها من الكبائر، فالفتنة أشد من القتل، من يقوم أي شخص بالفتنة على شخص أخر فهي عند الله كالذي يقتل نفس بدون وجه حق.

شاهد أيضاً : مقال عن بر الوالدين مقدمة وعرض وخاتمة

مقال عن الصدق وحسن الخلق

  • ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين ) صدق الله العظيم، إن الإنسان الذي يريد أن يكونوا شخصاً صالحاً ولا يقدم على فعل أي شيء سيء في حياته.
  • فلتكون البداية له من لسانه، أي من أن يتحدث صدقاً، ويجعل أفعاله صادقة أي نابعة من قلبه بالصدق، فلقد أوصانا الله عز وجل بأن نكون من الصادقين، لأنهم هم الأشخاص الذي ينور الله لهم وجوههم يوم القيامة.
  • فالشخص الكاذب دائماً نجد أن يسود الله وجوههم، ويجعل ما ينبع في قلوبهم يظهر على وجوههم، ولكن في نفس الوقت فإن الله سبحانه وتعالى حذرنا من القول الكذب، ودعانا للقول الصادق.
  •  ووضح لنا عاقبة هذا، وثواب هذا، وللإنسان الاختيار سواء لدخول النار، أو للدخول إلى الجنة.
  • فالشخص الصادق هو الذي لا ينطق بكلمة واحدة كذب أو بها حق أو ضغينة، فنبينا محمد الصادق الأمين، فلقد لقب بهذا اللقب لأنه كان شخصاً يرضي ربه ولا يرضي عبده.
  • فالعبد الصادق هو الذي يأتمنه الأخرون على أسرارهم، لأنه يعرفون جيداً أنه لن يذهب لأي شخص أخر بهذه الأسرار، أو أنه حتى لن يبتلي على شخصاً بالكذب ليس به.

إن الإنسان الذي يرى أن الكذب طريق النجاة، لأنه يقوم بالكذب على الأخرون ولا يرى أي شخص يستطيع أن يعترف بأنه كاذب، فبالتالي:

  • يكمل مسيرة كذبه في الدنيا، فسأذكر لكم مثالاً يوضح مساوئ الكذب، وعاقبته في الدنيا قبل الأخرة، كان هناك شخصاً يقوم بتقليد الأموات كل يوماً ويقوم بالكذب على زوجته.
  • وكانت في كل يوماً تقوم الزوجة بالذهاب إلى الزوج لكي توقظه، فتجده لا ينطق فتقوم بالصراخ والبكاء خوفاً ورعباً أن هذا الزوج قد توفى، وبعد فترة طويلة وقد اعتادت الزوجة على هذا الفعل، فجاء يوماً قامت بإيقاظ زوجها فوجدته لا ينطق.
  • فتركته وذهبت إلى السوق فكانت تظن بأنه يكرر نفس الموقف، وعندما عادت وجدته على نفس المشهد، وعندما أرادات أن تعترف هل هذا كذب أم حقاً قد توفى، فوجدته توفى حقاً، وكان هذا نتاج الكذب.
  • فهذا المثال كان عبرة لكي يقوم كل شخص بالقول صدقاً والفعل صدقاً، فلا يمكن أن نعتبر الكذب شيئاً اعتيادي، أو حتى أمراً من باب الضحك وشيء فكاهي.
  • لأن هناك أشخاص تقوم بالحلف بالله كذب، ويرون أن هذا الفعل لن يحاسبون عليه، لأنه كان بهدف الفكاهة، ولكن الله ذكر الفعل الذي نحاسب عليه، والفعل الذي نجازى عليه.

قد يهمك  : مقال عن الأخلاق وأهميتها في بناء المجتمع

للصدق أقسام عديدة

  1. إن للصدق العديد من الأقسام، وتتعدد أقسامه من خلال أن هناك أشخاص ينطقون بالصدق ولكن لا يفعلون صدقاً، فتلك الأشخاص في هذه الحالة يكون قسمها هو الصدق في القول، أي أن يجعلون ألسنتهم لا تنطق بأي شيئا عكس ما يوجد بداخل قلوبهم، فإذا أرادوا أن يذمون شخصاً فيذمونه في وجهه، لتكن نصيحة له.
  2. وهناك أيضاً صدق في الفعل، وهذا يتم من خلال أن يقوم شخصاً بفعل كل الأمور الصالحة التي يجازون عليها، مثل الصدقة، مساعدة المحتاج، النطق بالقول الصادق حتى لو كان على حساب شخص أخر، ولهذا فيجب أن يكون الإنسان في هذا القسم صادقون القلب والعقل معاً.
  3. بينما في القسم الثالث هنا يجب أن يكون الإنسان صادق في نيته، فالنية يحاسب الإنسان عليها، فهناك شخصاً يذكر لنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يفعل كل الأمور السيئة وكان يشتهر بأنه كاذب، وغير أمين، ولكنه عندما اقترب ميعاد وفاته فتحولت حياته للنقيض تماماً.
  4. فعندما توفى دخل الجنة، فكان الرد هو أن هذا الرجل قد كانت نيته صالحة وحمل قلبه و أفعاله كل الأفعال الصالحة، ولهذا فالنية الصالحة تستطيع أن تدخل الإنسان الجنة من أوسع أبوابها، فكونوا أشخاص صادقون القلب والعقل والنية والعزم أيضاً.

اخترنا لك : مقال اجتماعي عن دور المرأة في المجتمع

أهمية الصدق منذ نشأة الإنسان

  • إن الصدق مثله مثل الصلاة والصوم، فمثلما تقوم كل أسرة بحرصها على تعليم أبنائها أن يقومون بالصلاة والصوم عندما يبلغ كل واحداً منهم السن الذي يجعلهم أشخاص يفهمون جيداً قيمة ما يقومون بفعله.
  • فالصدق عند الأبناء هو حسن الخلق، أي حسن التربية التي تقوم الأم بتنبيه الأبناء لما ينبغي تعلمه، وما تنهيهم عن فعله.
  • فالأطفال في السن الصغير دائماً ما يلجئون للكذب لعدم الاعتراف بأنهم قد أخطأوا.
  • خوفاً من أن يتم ضربهم أو تعنيفهم مقبل الفعل الذي قاموا بفعله، ولكن عندما يتم توجيه الطفل بأن القول الصادق سيجعله طفلاً محبوب، وسيتم مكافأته منهم قبل ربه عندما يفعل هذا الفعل طوال حياته.
  • فعندما يكبر الطفل ويتم توجيهه بهذا الشكل، ستجعلونه رجلاً لا ينطق إلا بالحق، ولن يفتري على شخصاً بالكذب، ولن يتفوه بسر من أسرار أصدقائه، فالمقصود من هذا الحديث هو تنشئة الطفل هي التي تربي به الخير قبل الشر.
  • فالطفل يكتسب من الأخرين أي ممن حوله كيفية التعامل، سواء إذا كانوا أشخاصاً يصلون في وقت الأذان فستكبر ولديه هذه النزعة الدينية.

وأيضاً

  • فكل شيئاً يكتسبه الطفل في الصغر تكبر معه وتجعله شخصاً جيداً، ولديه حسن خلق، تتيح له كل الأفعال الخيرة في الدنيا، فيحبه الأخرون في أماكن العمل، ويجدونه شخصاً أمين على أموالهم.
  • لأن الشخص الصادق خلقاً وخلق لن يكون غير أمين، بل ستؤول إليه مهام كثيرة، لأنهم يرون أن الصادقون في الدنيا قليلون فالجميع يسير وفق الكذب لأنه الطريق الأسهل بالنسبة لهم.
  • يتم تعليم الطفل في الدراسة التمهيدية له أولاً، أن لا يفتن على صديقه، وأن يحب الجميع، ولا يفرق بين محبة شخص وشخصاً أخر، وأن نعطف على بعضنا البعض.
  • ولن يتم كل تلك الأفعال إلا عندما يكون الشخص صادقاً، ولديه قلب رحيم، محب للحياة ومحب للأخرين، فالله يعطي نوراً لقلب المؤمن الصادق ينير له به دروب الحياة.

خاتمة مقال عن الصدق وحسن الخلق

فكونوا أشخاص صادقين واجعلوا دائماً نيتكم صالحة فالله قال في كتابة على نياتكم ترزقون، فإذا مات منكم شخصاً وقد نوى الخير والمغفرة من ربه، سوف يغفر الله له كل ذنوبه، حتى وإن كانت مثل زبد البحر، فالله يكافئ القلوب قبل الأفعال، فجعلوا قلوبكم صالحة لتنير لكم وجوهكم قبل حياتكم.

قد يعجبك أيضا: