بحث عن الحرية والمسؤولية كامل

بحث عن الحرية والمسؤولية كامل، تتعدد أشكال الحرية سواء حرية الفرد أو حرية الدولة أو حرية شعوب أو حتى حرية الحيوان الذي لا يستطيع أن يعيش مغلق عليه، بالرغم من أن الله خلقه ليحلق في السماء، مثل العصافير وما شابه ذلك من الطيور، التي تتمتع بخاصية الطير الذي وهبها الله إياها.

مقدمة بحث عن الحرية والمسؤولية

إن الشعوب لها الحق أن تعبر عن رأيها دون أي ضغوط خارجية، حتى الطفل والمراهق والإنسان بوجه عام لابد أن يكن له قسط من الحرية هذا لا يعني الحرية المطلقة، ولكن كما توجد حرية توجد مسئولية، وهنا تتحقق الموازنة بينهم حتى لا تنقلب الحرية هذه إلى فوضى تؤذي صاحبها والمجتمع ومن حوله.

بداية المجتمع الذي نعيش فيه هو الطفل الذي إذا تعلم معنى الحرية وحدودها التي يتمتع بها يتم تجسيد الحرية بشكلها الصحيح، ولا يمكن استخدامها بشكل خاطئ،  ولكي يتم ذلك لابد أن يكن لكل فرد يتعامل مع ذلك الطفل دور إيجابي، كي لا يجعله يختلط عليه الأمر.

أقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الحرية الشخصية بالعناصر

الحرية والمسئولية عند الطفل

إن الطفل له حرية عندما يذهب مع والديه لشراء ملابسه فيجب أن يأخذا رأيه، فلا يجعلونه مهمش ويقوموا هو بالدور كاملاً، لأن هذا سيجعله بدون شخصية في الكبر، ولا يستطيع أن يأخذ قرار في حياته بنفسه.

فلابد أن يتم أخذ رأيه مع أن يكن للوالدين رأي فيقترحون عليه أنهم فضلوا هذا عن ذاك ويسألونه ما رأيك أنت، هنا الطفل يتعلم أنه له حرية في اختيار ما يفضل ويشعر بداخله بنفسه وبشخصيه له.

كذلك عندما يفضل طعام معين وهناك طعام أخر قد يضره وقد حذرته والدته منه، فهنا لابد أن يفهم الطفل أن ما حذرته منه والدته هو مسئولية عليه، لابد أن يتبعه، لأنه بالنهاية سيضره هو ولا يظهر في ذلك الوقت.

مثلاً ضيف يخبره بأن يأكل هذا الطعام، وأنه حر ويأكل ما يحب هنا يكن المفهوم الخاطئ للحرية، ولابد من معاقبة الطفل لأنه أستخدم الحرية التي تمارسها معه أمه أمام الضيوف بمخالفة أمرها.

الطفل أيضاً داخل المدرسة له حرية في أن يختار حقيبة المدرسة، لكن ليس لديه الحرية في ألا يستذكر دروسه، هنا لابد أن يتم التفرقة بين الحرية والمسئولية فالمذاكرة مسئولية عليه، حتى يتعلم وينمو في المجتمع بتعليمه، وعقله ويلتحق بالكلية التي يرغب فيها حينما يكبر.

معنى الحرية ودور المسئولية في مرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي قد يمر بها الإنسان عندما يتحول من طفل لشاب مدرك لكل شيء يدور حوله، ويحاول أن يثبت وجوده لمن حوله وأنه لم يعد طفل كما كان في الأسبق.

ولكن للأسف في هذه المرحلة يحاول البعض أن يحول المسئولية التي كان يقوم بها في الأسبق إلى حرية، وأنه لم يصبح صغيراً كما كان من قبل، فيقوم بعدم إتباع أوامر والديه على اعتبار، أنه قد كبر على أخذ الأوامر فيصبح عندما كان في الأسبق.

فيكون له ميعاد محدد يعود إليه إلى المنزل بعد الدروس، على سبيل المثال، بل يذهب مع زملائه إلى اللعب وبدون علم والديه، ويأخذ القرار من تلقاء نفسه، ولا يقدر حجم القلق الذي قد يقع فيه والديه، بسبب هذا التصرف.

وعندما يعود وتسأله والدته يخبرها، بأنه قد أصبح كبيراً بقدر كاف وأتخذ القرار من نفسه، وأنه لم يصبح صغيرً ليأخذ أذن وهنا يكون الحرية قد اتخذت المسار الخاطئ، التي يعود في النهاية إلى الندم.

وقد تنتشر العديد من الكوارث، بسبب تلك الحرية المفرطة التي لا تعتبر حرية بل هي فوضى واستهتار، وإن لم يتدخل الوالدين في هذا الأمر وتوجيهه في الاتجاه الصحيح، سيكون العائد السلبي على الإنسان وعلى المجتمع.

لأنه بذلك سيكون قد أصبح ضار على المجتمع والوالدين يستسلمون لهذا الأمر بدون متابعة ويتحول الأمر إلى حل المشاكل التي تصدر عن ولدهم وأبنائهم ويتمادى هو بالأخطاء إلى أن يصبح مجرماً في المجتمع.

وقد وجدنا العديد من الجرائم التي انتشرت بسبب هذه السلبية في عدم تحديد إطار مناسب للحرية، وعدم تحملهم للمسئولية التي تجعلهم يتحكمون برغباتهم وأهوائهم.

شاهد أيضًا: مقال عن الحرية في الإسلام

 الإنسان مسئول عن كافة اختياراته

أي شخص في المجتمع هو شخص مسئول فمنذ أن يولد في الحياة وبعد أن ينمو يتحمل قدر من المسئولية تنمو مع نموه وكلما تقدم بالعمر كلما زادت المسئولية.

فالطفل الولد سيكبر ويلتحق بالكلية المناسبة ليتخرج، وفي كل هذه المراحل التي مر بها كان عليه قدر من المسئولية، في أن يتعلم ويذهب إلى المدرسة ويذاكر دروسه.

هذا بجانب أن هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون بجانب دراستهم ليستطيعوا أن يحصلوا على المال الذي يشترون به الكتب ويحضرون دروسهم.

قد يجعله شخص مسئول أكثر من الذي يجد هذا المال جاهزاً له يأخذه ليحضر دروسه ويشتري كتبه ويشتري ملابسه،  فكلاً منه عليه مسئولية لابد أن يحققها على أكمل وجه ليلتحق بالحياة العملية الأخرى التي يكون فيها رجلاً عاملاً.

لكي يستطيع أن يتزوج وينجب ويتحمل مسئولية ذلك البيت ومسئولية تربية هؤلاء الأطفال والزوجة، ومع مرور الوقت تزيد المسئولية حين يربي أبنائه، لكي يعلمهم أيضاً معنى الحرية والمسئولية.

هذا لا ينطبق على الرجل فقط بل البيت أيضاً تحمل نفس العاتق من المسئولية، تتحمل مسئولية التعليم ومسئولية نفسها داخل البيت كأن تذاكر دروسها وتنظم دولابها، ولا تعتمد على والدتها في أن تقوم بإثارة الفوضى واللعب داخل البيت.

ولا يكن لها مسئولية في أن ترتب ما قمت بإفساده وغسل الطبق الخاص بطعامها وما شابه ذلك،  إلى أن تلتحق بالكلية وتتخرج، وتعمل وتتزوج وتتحمل مسئولية كاملة لمنزل مكون من زوج وزوجة وأطفال.

والأطفال هؤلاء هم أكبر مسئولية للأم فلابد أن تكن مسئولة وتتحمل المسئولية التي على عاتقها في أن تحافظ على أطفالها منذ ولادتهم،  وحتى يكبروا فتتولى أمور مذاكرتهم هم أيضاً، بدلاً من أن كانت مسئولة عن مذاكرة نفسها هي بل تزيد المسئولية مع الأيام.

وإن كانوا معلمين فهم الذين ينهضوا بعلمها وإن كانوا أطباء فيحافظوا على صحة أبنائها، وأما إن كانوا من رجال الشرطة فلهم مسئولية حماية الوطن والدفاع عنه ضد أي عدو يحاول، أن يقع بالبلاد أي أن كل فرد داخل المجتمع، طالما يتمتع بقسط من الراحة، فهو عليه قدر من المسئولية لابد أن يقوم به

اخترنا لك : بحث عن حقوق الجار وواجباته

خاتمة بحث عن الحرية والمسؤولية

كلما زاد عمر الإنسان كلما تقل الحرية وتزيد المسئولية، فمسئولية الإنسان في مرحلة الطفولة بالطبع أقل بكثير من مسئوليته وهو رجل متزوج، وكذلك حريته في هذه المرحلة أكثر بكثير من حريته وهو أب وله أولاد، كذلك الإنسان بوجه عام عليه مسئولية نحو مجتمعه إن كان رجلاً فيلتحق بجيشه ليدافع عن وطنه، وإن كانت أماً فعليها مسئولية تربية أبناء صالحين.

قد يعجبك أيضا: